مَــــثَـــــل
- مريم الصّفدي
- Mar 18, 2024
- 1 min read
"وأمّا الذين كفروا فيقولون: ماذا أرادَ اللهُ بهذا مثــلًـا؟!
- (يضلُّ بهِ كثيرًا ويهدي بهِ كثيرًا..)"
لعلّكَ ترى أنّ اللهَ يضربُ للنّاسِ بالأمثالِ ما يستوعبُه العاقلُ وما يغفلُ عن التأمّلِ في عبرتِهِ الجاهل، ولعلّك لا ترى..
ولعلّكَ تراقبُ الدنيا فتسأل عن أسرار الحكمةِ فيما يُخَطّ من القدَر خيره وشرّه، ولعلّك لا تسأل..
ولعلّكَ من الذين يلحظونَ آياتِ الله في إدارةِ كونه من صغيرها إلى كبيرِها فتتّعظُ وتفهَم، أو أنّك من الذين يصدَحون في كلّ مرة بلا كثيرِ تفكير: "ماذا أرادَ اللهُ بهذا مثلًا؟!"
أسئلةٌ بلا إجاباتٍ في ذهنكَ المتّقدِ بأسئلةٍ كسولةٍ بالنّبرةِ الخطأ.
سؤالٌ واحدٌ قد يُضلُّ اللهُ بهِ عن حكمته ونورِه كثيرًا، ويهدي إليهما كثيرًا آخرين.
والذين يهتدون إلى الحكمة والنّور يعرفون أنّ الذي يحدثُ في الكونِ الكبيرِ هو الحقُّ من ربهم مهما كان، فيتّجهون إلى أن يسألوا الأسئلةَ الصّحيحةَ، لأنفسِهم البشريّةِ المَلومة، قبل أن يجادلوا حكمةَ الإلهِ بجلاله.
ولأنكَ إذا غُيّبتَ عن شاهدِ أمركَ وحالك، وغفلَت نفسُك عن ذاتها وعمّا أوصلها إلى ما وصلَت من مآل، فكيفَ تفطنُ إلى ما غابَ عنك من سرّ الحكمةِ فيما لا ترى ولا تخبر، بل كيف تسأل عنهُ، ثمّ تسائلُه؟
"وما يضلُّ بهِ إلا الفاسقين". بعضُ السؤال ديدنُ الفاسقينَ لا غيرهم؛ لأنّهم يتوجّهون بالعجبِ دومًا من غيرِ أنفسِهم، ويقلّبون البصرَ واللومَ في كلّ شيء، وفي حكمةِ اللهِ نفسِه مرّاتٍ ومرّات، قبلَ أن يسألوا أنفسَهم سؤالًا واحدًا:
ما الذي أوصلنا إلى هنا؟
ولعلّك تدري مكانكَ من الفريقينِ الكثيرَينِ، ولعلّكَ لا تدري..
***
Comments