خَـــلـــقْ
- مريم الصّفدي
- Oct 3, 2023
- 1 min read
Updated: Feb 13, 2024
أخبرتُ السّماءَ ببعض أفكاري في مساءٍ فائت.
صارحتني غيمةٌ تشبهُ الغبارَ بأنّه لا قيمةَ حقيقيّةَ لمعظمِ المعظمِ ممّا أفكّرُ به هنا في الأسفل.
وانفعلتْ وهي تشرحُ لي، أنّ ما يُهيَّأ لنا كونُه حقيقيًا وواضحًا ومهمًا، ليسَ إلا محضَ وجهٍ مُلتَفٍّ من وجوهٍ لا تُعدّ لجسدِ الكون، يلفّ ويدورُ ثمّ يعودُ ليكون وجهًا آخرَ لم نَخبَره، محاكيًا تقلّباتِ الخلقِ وصورَهُ الكثيرة. فاليقينُ الذي نشعرُ به جليًا في لحظةٍ ما، حولَ فكرةٍ ما، سيُدَوّر عاجلًا ومن ثمَّ آجلًا ليصير برودًا وأطيافًا زائلةً مبعثرة، بعد أن تقول السّماءُ كلمتَها فتمطرَ شكًّا، وينقلبَ لونُ النّهار.
قالت الغيمةُ المتقطّعةُ الكثيرَ مُقطّعًا منجَّمًا، وأنا أتابعُها بعينيّ تختفي مرتجفةً بعد ساعاتٍ خلفَ أوهاجِ شمسٍ تغطّي كل شيء.
وتنبّهتُ إلى الشمسِ لحظتَها فآلمَ عيني وضوحُها، وأدمَعَها رغم رقّته؛ إذ بدا لي أنّها لا تغربُ ولا تموت.
عادت إلى المشهدِ حقيقةٌ كبرى في عقليَ البعيد. كانت مثل الشمسِ في صباحٍ بارد؛ هادئةً، رائقةً، واضحةً، واحدة.
وأخبرتُ نفسي، وأنا أجرّها إلى تسويةٍ ما، أنّي كنتُ حمقاء؛ إذ ظلّت الضوضاءُ أمدًا بعيدًا تجعلُ أصابعها في أذنيّ،
وظلّ السرابُ المخاتِلُ يهديني سبلَه، رغمَ أنّ النّور هناكَ هادئٌ، رائقٌ، واضحٌ، واحد.
لا تغطّيهِ غشاواتي الكثيرة، ولا يخدعُني.
***
Comments